حوادث طلاق، إضراب عاملات عن العمل، خلافات زوجية، إهمال طبي، هذه هي طريقة موقع الام بي سي في التسويق للمسلسلات التركية المعروضة على شاشتها!. لو استطعت تجاوز فكرة أن ينفصل زوجان لأجل ممثل تلفزيوني، أو أن تهمل ممرضات مريضة على وشك الولادة من أجل متابعة حلقة من مسلسل، أو أن تضحي عروس بعريسها لأنه لا يشبه مهند، فإنني لم أستطع أن أتفهم حتى اللحظة الاحتفاء بهذه الحوادث المحزنة والمآسي الإنسانية من قبل القناة العارضة -وليست حتى المنتجة- للعمل باعتبارها من علامات نجاح العمل جماهيرياً!.
كيف يستطيع محرر في الموقع المذكور -إلا لو كان يعاني علة نفسية- أن يتمكن من صياغة خبر طلاق بين زوجين خدمة لغرض تسويقي وليثبت للناس أن المسلسل أثر في حياتهم إلى حد أن زوجة فضلت عملاً درامياً تلفزيونياً على حياتها الزوجية!.
البعد الآخر لنشر مثل هذه الأخبار هو إقناع القارئ والمشاهد عبر تكثيف هذه الغرائب الإخبارية بأن المسلسل شكل نقلة لا توصف في عالم الدراما التلفزيونية وأنه ارتقى بذائقة المشاهد العربي الذي كان يعيش ما يشبه التوهان الفني قبل المسلسلات التركية التي بالطبع تعرضها شاشة الام بي سي!. ونتيجة لهذا الشعور المكثف يصبح المشاهد بانتظار كل ما تعرضه القناة على شاشتها باعتباره فتحاً فنياً لا مجرد عمل درامي تغص بمثله الفضائيات العربية كل يوم.
لا أحد ينكر حق القناة في التسويق لذاتها وبرامجها، ولا أحد يتجاوز على اعتقادها أن كل ما يعرض عليها هو الأفضل لأنه حق فطري وطريقة تسويقية مشروعة، ولكن الفرق بين التسويق المحترف وإهانة المشاهد والتكسب على مآسيه وتلقينه ما ينبغي أن يحب "شعرة" أرى أن الام بي سي على وشك سحقها.!
المصدر جريدة الرياض
مع تحيات ابن الياسر..